* تسربت الى نفوس معظم مدربينا في كرة القدم سواء الشباب منهم أو المخضرمين, أصحاب الأسماء اللامعة أو المغمورة في المهنة الأصعب رياضيا وكرويا العديد من المفاهيم والأفكار التي لاتعكس ثقافة متحضرة في الرياضة كما لاتنتمي إلى أي اساس علمي أو موضوعي في دنيا التدريب .. وهذه المفاهيم كثيرا ماترتكز على الغيبيات أو تدخل في باب البدع والأحاجي التي غالبا مايرفضها المنطق ويلفظها العلم الصحيح ومنها رمي كرة الأخفاق أو الفشل في التدريب في ملعب الحظ , وتحديدا الجانب المحزن أو الأسود فيه وهو السوء , أي بمعنى تعليق الفشل الفني على شماعة سوء الحظ .. وفي هذا الجانب كثيرا مانسمع ونقرأ ونشاهد مدربون يفترض أنهم ضالعون في المهنة ولديهم خزين ثر من الخبرة والأحترافية في التدريب وقد وضعوا كامل تبريرات عدم توفيقهم مع المنتخبات أو الفرق التي يتولون تدريبها في سلة سوء الحظ مع أن هنالك فارق كبير بالطبع بين عدم التوفيق وسوء الحظ , لأن عدم التوفيق يعني وبمنتهى البساطة سوء تصرف أو تدبير في الميدان عبر أستغلال فرصة ما أو بضعة فرص لهز شباك الخصوم وأحراز الأهداف ومن ثم أقتناص الفوز في الوقت الذي يعكس فيه مفهوم سوء الحظ أن هذا الصنف من المدربين قد وضع قدره وقدر فريقه تحت مطرقة حالة وهمية لاتنسجم مع العلم والمنطق الصحيح في عالم التدريب .
واللافت هنا في هذه المسألة التي أضحت أشبه بالموضة التي تتجدد بأستمرار مع منتخباتنا وفرقنا الكروية أن هذا الصنف من المدربين يناقض نفسه كثيرا من دون أن يشعر عندما يلجأ الى أستخدام موضة سوء الحظ كبديل مفضل في تبرير فشله التدريبي .
كذلك أتعجب حال بعض مدربي الكرة لدينا من الذين يعملون مع فرق الدوري الممتاز , فبعض من هؤلاء قد أتخذ من التدريب وسيلة سهلة بمتناول اليد للأرتزاق ضاربا عرض الحائط موضوعة السمعة وأحترام الذات خصوصا إذا كان أحد هؤلاء من ممتهني التدريب له أسم كروي معروف وليس صيت تدريبي بارز , وإلا كيف يرتضي مدرب ما لم يجف حبرأحرف توقيع أستقالته من النادي ( س) بعد فتراه ,قد ركض للتعاقد مع النادي (ص) مع أنه مع النادي الأول فشل بأمتياز ويدرك تماما أن فريق النادي الثاني يمر في أسوأ حلاته وجمهوره ناقم عليه وعلى أدارة النادي بسبب الأنحدار المتواصل في الأداء والنتائج
.والواقع أن الذنب والمسؤولية هنا لايتحملها هذا النوع من المدربين وحدهم بل تتحملها أدارات الكثير من الأندية عبر إهمالها المدرب الجيد وعدم الاستعانة بقدرته وخبرته التدريبية من خلال أصرارها الغريب والعجيب على أسناد مهام قيادة فرقها الكروية الى أشباه المدربين الذين تكاثروا كالطحالب في واقعنا الكروي وصار بعضهم نجما في الفضائيات والمواقع الرياضية مع انه لايمتلك مواصفات المدرب الحقيقي كما يفتقر الى الخلفية الصحيحة والى الثقافة التدريبية لكن هذا النوع من الذين حسب أصحابه على جنس التدريب صدفة أو بفعل عوامل أخرى منها تخلف وجهل الأدارات في الأندية يجيدون الوصولية بمهارة فائقة وقادرون على تسويق أنفسهم وتجديد حضورهم مع فرق الدوري في ما لايقل عن أربع أو خمس مرات في الموسم الواحد نتيجة استعدادهم لتقبل وقبول كل شيء في مقابل تدريب هذا الفريق أو ذاك مع أن حقيقة الأمور تفصح عن وجود مافيا كروية تجيد تسويق هذا الطراز من دخلاء مهنة التدريب .
التعليقات